- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠1الروائع العلمية
النمل حشرة اجتماعية راقية جدا:
﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾
هذه الحشرات تتمتع بحياة اجتماعية راقية جداً
لكن لئلا يتساءل أحدنا فكيف بالبشر وفيهم الحروب والعدوان وما إلى ذلك ؟ الجواب : الحياة الاجتماعية الراقية التي يحياها النمل بأمر تكويني بينما الحياة التي يحياها الإنسان بأمر تكليفي
هناك من يعصي ، على كل هناك تسعة آلاف نوع من النمل ، والنمل تعد حشرة اجتماعية راقية جداً .
أول شيء من علائم ودلائل رقيها أن النملة الشبعى تعطي من خلاصتها الغذائية للنملة الجائعة
إذاً هذه النملة تملك جهاز سحب ، وجهاز طرح ، فمن أجل أن تعطي النملة الجائعة عندها جهاز ضخ ، ومن أجل أن تأخذ الغذاء من أختها عندها جهاز سحب ، هذه ميزة في التعاون ، فإذا كان النمل يتعاون فما بال هذا الإنسان ؟
أولاً : هناك نمل مكلف بتربية الصغار ، ويصح أن نسمي هذا القطاع من النمل قطاع التعليم
وهناك نمل حجمه كبير ، ولرأسه علامة فارقة ، هذا قطاع الدفاع والجيش لضبط النظام وردّ العدوان
وهناك في النمل قطاع البلديات ، مهمة هذا القطاع تنظيف الطرقات ، ودفن الموتى
هذا أيضاً يشير إليه قوله تعالى :
﴿ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾
وعند النمل قطاع لجلب الطعام ، ويمكن أن نطلق عليه قطاع المستوردين من الخارج
وهناك قطاع من النمل يزرع الفطريات ويمكن أن نسمي هذا القطاع قطاع الزراعة
وأذكر الأخوة المشاهدين ؛
﴿ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾
للنملة لغة كيميائية و حركية و صوتية :
الآن هذه النملة تتكلم ، قال تعالى :
﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ ﴾
العلماء أثبتوا أن للنملة لغة كيميائية ، ولغة حركية ، ولغة صوتية ، قال تعالى :
﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾
شيء آخر أن هذه النملة في سلوكها طريقاً ما تبث علامات كيميائية على الطريق كي تعود من نفس الطريق
وهذا شيء راق جداً في النمل ، يرجع إلى مكان مبيته ، قد يكون الطريق طويلاً فلئلا تضل الطريق في طريق العودة تبث مادة كيميائية على الطريق ، وحينما نزعت هذه المادة الكيميائية من قبل بعض الباحثين ضلت الطريق ، والعلماء قالوا : تستطيع النملة أن تحمل ضعف وزنها
هذا شيء فوق طاقة الإنسان ، ثم إن هذه النملة حينما يصيبها خطر لها لغة تخاطب زميلاتها النمل أن تعالوا أنقذوني ، فإذا ماتت قبل أن تغادر الدنيا تبث رائحة تعالوا ادفنوني ، قال تعالى :
﴿ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾
الآن النمل قادر على ادخار غذائه ، يدخر هذا الغذاء ويأكل الرشيم الذي به ينمو هذا البذر
من أجل أن يبقى بذراً يأكله ، يأكل الرشيم ، فإذا كان هناك نوع من الغذاء له رشيمان يأكل الرشيمين ، هذا من علمه ؟ قال تعالى :
﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾
تكوين النملة وأجهزتها:
أعطاه خصائصه أجهزته أعضاءه ثم هداه إلى رزقه .
أيها الأخوة الكرام ؛ للنملة ستة أرجل ، وخمسة أعين
وبين النمل مودة أو عداء ، وهناك مودة بالغة بين أعضاء الخلية الواحدة ، وهناك عداء مستشر بين جماعات النمل ، هذا شأنها شأن البشر .
أيها الأخوة ؛ هذه الآيات الكريمة التي ذكرت حالة النمل درس لنا كبير ، أيعقل أن يكون مجتمع ليس من بني البشر فيه انضباط ، وفيه تنسيق ، وفيه نظام ، وفيه تعاون إلى هذا المستوى ؟
لكن لا بد من التنبيه إلى أن هذا النظام الرائع والدقيق هو فعل الله التكويني
لكن الإنسان أعطاه الله حرية الاختيار ، إذاً التكليف ، إذاً الأمر تكليفي لا تكويني ، هذا الفرق بين مجتمع النمل مجتمع راق جداً ، وبين مجتمع آخر وهو مجتمع البشر .
المصدر
ندوات تلفزيونية / قناة ندى - برنامج ويتفكرون 1 - الحلقة : 29 - النمل ؛ منه لمهمات التعليم والبلديات والمستوردين والزراعة ولها لغة خاصة بها وتحمل ضعف وزنها .